خرج جموع المواطنين مجددا, وهذا للجمعة الـ 16 على التوالي, في مسيرات سلمية بالجزائر العاصمة وعبر مختلف ولايات الوطن, مجددين مطالبهم الداعية الى رحيل الوجوه المحسوبة على النظام السابق وضرورة إرساء أسس دولة ديمقراطية تعود فيها الكلمة للشعب.
ومثلما جرت عليه العادة, توافد جموع المواطنين بمناسبة هذه الجمعة, الاولى بعد شهر رمضان, على ساحات وشوارع العاصمة, لاسيما على مستوى الفضاءات المحاذية لساحة البريد المركزي, شارعي زيغود يوسف والعقيد عميروش وكذا نهج باستور وساحة موريس أودان, رافعين لافتات وشعارات تؤكد مجددا تمسكهم بمطلب رحيل الباءات الثلاثة (بن صالح-بدوي-بوشارب).
كما رفعوا لافتات ورددوا شعارات أعربوا من خلالها عن رفضهم لمضمون الخطاب الاخير لرئيس الدولة, عبد القادر بن صالح, بخصوص دعوته الطبقة السياسية والمجتمع المدني والشخصيات الوطنية الى تبني “حوار شامل” للخروج من الازمة.
وناشد بن صالح في خطابه أيضا الطبقة السياسية والمجتمع المدني والشخصيات الوطنية إلى “اختيار سبيل الحوار الشامل وصولا إلى المشاركة في رسم معالم طريق المسار التوافقي الذي ستعكف الدولة على تنظيمه في أقرب الآجال”, مجددا التزامه بتنظيم انتخابات رئاسية “نزيهة, حرة وشفافة” في “ظروف ملائمة”.
ومن بين الشعارات التي رفعها المتظاهرون في هذه الجمعة التي تأتي أياما قلائل بعد قرار المجلس الدستوري بإلغاء انتخابات الرابع يوليو: “الناطق باسم الشعب هو صندوق الاقتراع” و “دولة مدنية”ّ وأخرى تدعو الى الحفاظ على الوحدة الوطنية ورفض أي تدخل أجنبي في الشأن الداخلي للبلاد.
كما رفعت الشعارات المألوفة المنادية بتكريس سيادة الشعب وتمكين شخصيات “كفؤة” من تسيير شؤون البلاد ومحاسبة المتورطين في الفساد ونهب المال العام مع التأكيد على سلمية المسيرات الشعبية والعلاقة القوية التي تربط الشعب بجيشه عبر شعار “جيش شعب خاوة خاوة”.
على صعيد آخر, فإن المظاهر الاحتفالية لم تغب عن مسيرات هذه الجمعة التي تتزامن مع الاحتفال بعيد الفطر المبارك, حيث تم بالمناسبة توزيع الحلويات والمشروبات.
ووسط تعزيزات أمنية, ردد المتظاهرون الاناشيد الوطنية ورفعوا صور شهداء وأبطال ثورة أول نوفمبر, ناهيك عن الحضور اللافت للراية الوطنية وسط المتظاهرين من مختلف الاعمار والفئات تعبيرا عن افتخارهم بتاريخ البلاد وبأمجاده وتمسكهم بالوحدة الوطنية.
من جهة أخرى, تواصل غلق النفق الجامعي من طرف عناصر الامن على مستوى ساحة موريس أودان, بالإضافة الى غلق الرابط بين شارعي حسيبة بن بوعلي وعميروش وكذا المسالك المؤدية الى قصر الحكومة تفاديا لوقوع أي انزلاقات.
وقد شرع المتظاهرون في إخلاء الشوارع والساحات في حدود الساعة الخامسة مساء في جو من الهدوء والسكينة, فاسحين المجال لشباب متطوعين لتنظيف أماكن التظاهر.
مسيرات بمختلف مناطق الوطن للمطالبة بالتغيير
وخرج عشرات آلاف المواطنين إلى الشوارع عبر عديد ولايات شرق البلاد لتجديد مطالبهم ب”التغيير” و “الحوار دون إشراك الوجوه القديمة للنظام”.
و كانت تعبئة المواطنين بولايات شرق البلاد في الموعد خلال هذه الجمعة ال16 للحراك الشعبي حيث عاد عشرات آلاف الأشخاص للسير في الشوارع رغم درجات الحرارة الجد مرتفعة.
فبقسنطينة دعت الأفواج التي توافدت على وسط المدينة عقب صلاة الجمعة إلى “التغيير الجذري لنظام الحكم” و “رحيل جميع رموز النظام” و “مرحلة انتقالية تقودها شخصيات ذات مصداقية لم تتورط في قضايا فساد”.
و جاب المتظاهرون من رجال و نساء و أطفال حاملين للعلم الوطني شارعي محمد بلوزداد و عبان رمضان مطالبين ب”القطيعة الفورية و الكلية” مع النظام هاتفين: “ارحلوا جميعا”.
و بولايتي ميلة و أم البواقي خرج آلاف المواطنين في مسيرات سلمية في جو من الهدوء عبر مختلف الشوارع الرئيسية للمدينتين مجددين المطالب الرئيسية المعبر عنها منذ بداية الحراك الشعبي.
و بولاية باتنة جاب عديد آلاف المتظاهرون وسط المدينة مرددين أناشيد وطنية و مطالبين برحيل “العصابة” و ب”دولة مدنية”, كما طالب مواطنو سكيكدة برحيل وجوه النظام و متابعة جميع المسؤولين المتورطين في قضايا فساد و تبديد الأموال العمومية.
و انطلاقا من ولاية عنابة دعا المواطنون الذين جابوا الشوارع الرئيسية لوسط المدينة إلى “مرحلة انتقالية بوجوه توافقية” فيما جدد المتظاهرون بقالمة نفس الشعارات التي تم ترديدها في كل جمعة “سلمية سلمية” و “دولة مدنية” و “جزائر جديدة.”
و بالطارف أشار المتظاهرون إلى الضرورة القيام ب”تغيير يكون في مستوى تطلعات الشعب” فيما أكد مواطنو ولاية سطيف تجندهم إلى غاية تلبية مطالبهم هاتفين “جزائر حرة ديمقراطية” .
المصدر الجزائر. و.أ.ج.