شدد الفريق أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، اليوم الخميس من تمنراست، على ضرورة المحافظة على جاهزية الجيش الوطني الشعبي في “أعلى مستوى لها” حتى “تظل متكيفة باستمرار مع تطور الوضع الجيو-سياسي وتعقد الرهانات التي تشهدها المنطقة”.
وفي كلمة توجيهية له خلال ترؤسه لاجتماع عمل ضم أركان الناحية العسكرية السادسة بتمنراست وقادة القطاعات العملياتية وأركاناتهم ومسؤولي المصالح الأمنية وكذا قادة الوحدات والمديرين الجهويين، أكد الفريق قايد صالح على “الأهمية الحيوية لهذه الناحية العسكرية الحساسة”، مبرزا “ضرورة المحافظة على الجاهزية في أعلى مستواها وعلى أن يتم التحضير والتدريب الجيد لقواتنا المسلحة بالطريقة المثلى والمرسومة”، حسب ما أورده بيان لوزارة الدفاع الوطني.
ويرمي هذا المسعى مثلما أكد الفريق، إلى “جعل هذه القوات على الدوام مالكة لمقاليد القدرة على الاضطلاع بمهامها ومتكيفة باستمرار مع تطور الوضع الجيوسياسي وتعقد الرهانات التي تشهدها المنطقة، وهو ما يستوجب بالضرورة حرصكم كإطارات على التطبيق الصارم لبرنامج التحضير القتالي لمختلف مكونات قوام المعركة بتكثيف التمارين التكتيكية البيانية بالذخيرة الحية لمختلف الأسلحة والقوات”.
وفي سياق ذي صلة، ثمن الفريق “الجهود المضنية والمثابرة والدور الفعال الذي تقوم به وحدات الجيش الوطني الشعبي المنتشرة على طول الشريط الحدودي وعبر إقليم الناحية في تأمين البلاد من كل التهديدات والمخاطر والآفات”، حيث قال في هذا الصدد: “إن حفظ أمن الجزائر وتثبيت ركائز دفاعها الوطني يستوجب منكم الأخذ بعين الاعتبار طبيعة المهام الموكلة على مستوى هذه المنطقة”.
كما كان الفريق قايد صالح قد حرص في كلمة توجيهية ألقاها أمس الأربعاء خلال لقائه مع أشبال الأمة على تذكير هؤلاء بتاريخ وطنهم المجيد، حاثا إياهم على أن “يعتزوا بهذا التاريخ وأن يقتدوا دوما بأسلافهم الميامين وبتضحياتهم في سبيل نصرة وطنهم”.
وقال بهذا الخصوص: “إن العمل على ربط التاريخ بالحاضر والمستقبل هو سلوك طبيعي جدا في الإنسان، بل هي من البديهيات التي يبقى هذا الإنسان دوما في حاجة أكيدة إليها، باعتبارها منحى طبيعيا يتماشى تماما مع فطرته و يتوافق مع سلوكه المنطقي”.
ومن هذا المنطلق، أكد الفريق على أنه “يتعين أن تعود ذاكرة الجزائريين، لاسيما فئة الشباب منهم، إلى ماضي بلادهم الخالد ويستمدون منه زادا معنويا أعرف أنه دافقا ولا يضاهى، بما يعينهم، يقينا، على مواجهة، بل التغلب على كافة التحديات والصعوبات ومواصلة دربهم بكل أمل وتفاؤل وطموح، نحو الإسهام الجاد والمجدي في بناء مستقبل وطنهم”.
كما شدد في ذات الإطار على أن “تاريخ الجزائر الذي نعتز به اليوم أيما اعتزاز، لم يأت إلا بفضل هؤلاء الرجال الصناديد والميامين الذين ضحوا بحاضرهم من أجل مستقبل الجزائر”، مضيفا أن “مستقبل الجزائر ينبغي له أن يكون متوافقا تمام التوافق مع تاريخها الوطني القدوة بل المعجزة”.
واستطرد الفريق قايد صالح مخاطبا اشبال الأمة أن الجزائر “تمكنت بفضل ثورتها الخالدة وتاريخها الوطني الحافل بالأمجاد والبطولات أن “تضع بصمتها وبوضوح على صفحات التاريخ الإنساني المعاصر وأن تدوّن بحروف من ذهب، قدرة الإنسان على تغيير مجرى الأحداث التاريخية وعلى إعادة توجيهها وصياغتها وفقا لتطلعاته الشرعية وطموحاته المشروعة”، مضيفا أن “التاريخ الإنساني يحفظ في ذاكرته، دون شك، وباعتزاز شديد عظمة الجزائر وشعبها وثورتها التحريرية المظفرة، ويخلد بطولات من صنعوها، ويثني على الدور الريادي الذي ساهمت من خلاله هذه الثورة المجيدة، في نشر وتعميم مُثل الحرية والسّلم عبر العالم”.
كما ثمن الفريق أيضا النتائج الجيدة المتحصل عليها من طرف أشبال الأمة الذين حثهم على “بذل الكثير من الجهد الدؤوب والكثير من العمل المتفاني بما يستجيب لتحقيق النتائج المرغوبة”.
وقال في هذا الصدد أن “طموح الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، في تدعيم ركائز قوته اعتمادا على عقول وسواعد أبنائه لا حدود له. ومن وحي هذا الطموح، فإننا بقدر ما نثمن النتائج الجيدة المتحصل عليها من طرف أشبال الأمة خلال السنوات الأخيرة، ندعوكم، أنتم اليوم، بأن تجعلوا من هذه النتائج الباهرة المحققة من طرف نظرائكم الأشبال، قدوة لكم تحفزكم على أن تجعلوا من هذه المدرسة أيضا مثالا طيبا يحتذى به حتى تكون كافة مدارس أشبال الأمة، كما أردناها، مشتلة حقيقية لنبتات بشرية مستوفاة الجذور وكاملة المواصفات”.
ومن أجل بلوغ هذه المرامي “الطموحة والمشروعة”، انتهز الفريق قايد صالح هذه المناسبة ليدعو الجميع إلى “بذل الكثير من الجهد الدؤوب والكثير من العمل المتفاني بما يستجيب لتحقيق النتائج المرغوبة وترسيخ النهج التعليمي والتكويني والانضباطي والنفسي والمعنوي الذي نريده”.
للإشارة، استهل الفريق قايد صالح رابع يوم من زيارته إلى الناحية العسكرية السادسة بالوقوف، رفقة اللواء محمد عجرود، قائد الناحية العسكرية السادسة، وقفة ترحم على روح المجاهد هيباوي الوافي الذي يحمل مقر قيادة الناحية اسمه، حيث وضع إكليلا من الزهور أمام المعلم التذكاري المخلد له وتلا فاتحة الكتاب على روحه وعلى أرواح الشهداء الأبرار.
المصدر الجزائر و.أ.ج.