أُلقيت النظرة الأخيرة يوم الأربعاء بقصر الأمم على المرحوم أحمد قايد صالح الذي انضم إلى صفوف جيش التحرير الوطني وهو ابن السابعة عشرة (17) من عمره حيث وهب حياته كلها للدفاع عن سيادة الجزائر و استقلالها.
ووري الفريق أحمد قايد صالح قائد أركان الجيش الوطني الشعبي نائب وزير الدفاع الوطني الثرى يوم الأربعاء بمقبرة العالية بمربع الشهداء بعد أن وافته المنية يوم الاثنين الفارط عن عمر ناهز الـ80 سنة.
وكان مسؤولون سامون في الدولة وفي الجيش, يتقدمهم رئيس الجمهورية, عبد المجيد تبون ورئيس أركان الجيش الوطني الشعبي بالنيابة, اللواء سعيد شنقريحة, وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر بالإضافة إلى أفراد عائلته ومواطنين قد ترحموا على جثمان الفقيد الذي عرض بقصر الشعب.
وقد شيع الآلاف من المواطنين المرحوم إلى مثواه الاخير بالعالية في موكب جنائزي مهيب عرفانا لإخلاصه وتضحياته في سبيل الجزائر.
و قد تم نقل جثمان المجاهد احمد قايد صالح الذي كان مسجى بالعلم الوطني ومزينا بباقات من الزهور على متن مركبة عسكرية.
وعلى طول الطريق الذي سلكه الموكب, تجمع المواطنون في الصباح الباكر من رجال ونساء وشباب واطفال منهم من يسكن العاصمة ومنهم من أتى من الولايات الاخرى ليعبروا عن حزنهم وبالغ أساهم.
و لما بلغ الموكب ساحة أول ماي توقف تماما بنفق به المئات من المواطنين الذين كانوا يحاولون التقرب من المركبة التي كانت تنقل الجثمان.
وقد ردد المواطنون طوال الطريق الذي اتخذه الموكب الجنائزي العديد من الشعارات التي عبروا من خلالها عن عرفناهم للمجاهد الذي أفنى عمره ليحفظ استقرار البلد في هذا الوضع الحرج والمفصلي من تاريخه, منها “خاوة خاوة والقايد صالح مع الشهداء” و “قايد صالح بطل الامة” و “الله أكبر”.
وكان الراحل احمد قايد صالح قد كثف خلال السنوات الاخيرة زياراته الى مختلف النواحي العسكرية موجها نفس الرسائل المتعلقة بحب الوطن و الوفاء لقسم الشهداء و عصرنة القوات المسلحة سيما من خلال التحكم في الوسائل التكنولوجية و تكوين ذي نوعية.
اما بخصوص النقطة الاولى فان الفقيد قد نجح في ظرف سنوات قليلة في جعل الجيش الوطني الشعبي جيشا عصريا قادرا على ضمان امن و سلامة التراب الوطني رغم شساعته و ذلك بفضل احدث التجهيزات.
و بعد بدء الحراك الشعبي ل22 فبراير التزم احمد قايد صالح بمرافقة الحراك مؤكدا ان قطرة واحدة من دماء الجزائريين لن تراق، و بتلبية جزء من مطالبه و الجزء الاخر يتكفل به رئيس الجمهورية المنتخب.
كما طمان العدالة بدعم الجيش الوطني الشعبي في مكافحة الفساد، حيث تم في هذا الصدد احالة العديد من المسؤولين السابقين من بينهم اثنين توليا مهام الوزير الاول اضافة الى رجال اعمال على المحاكمة و حكم عليهم بسبب تهم فساد و تحويل اموال عمومية الحقت اضرار كبيرة بالاقتصاد الوطني و التي تعد سابقة في تاريخ الجزائر المستقلة.
كما سبق للفقيد احمد قايد صالح في احدى خطاباته ان اكد بان لا طموحات سياسية لديه، موضحا ان “طموحنا الاسمى هو خدمة بلدنا و المرافقة الصادقة لهذا الشعب الباسل و الاصيل من اجل السماح له بتجاوز هذه الازمة و تحقيق الشرعية الدستورية من اجل الانطلاق على قاعدة متينة و اسس سليمة”.
و من المؤكد ان احمد قايد صالح قد رحل فجر ذات 23 ديسمبر 2019 و اليقين يخالجه بأداء واجبه على اكمل وجه.
و قد تلقى رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، عقب فوزه في الانتخابات الرئاسية لـ 12 ديسمبر 2019 برقيات تهنئة بعث بها رؤساء دول و مسؤولو منظمات دولية.
في هذا الصدد قدم رئيس جمهورية أوزباكستان شوكت ميرضيائيف “تهانيه الخالصة” للرئيس تبون, مؤكدا ان “فوزه الباهر” في الانتخابات الرئاسية يؤكد ان الامر يتعلق “برجل سياسي عظيم و محنك تمكن من الفوز بتقدير و احترام الشعب الجزائري من خلال برنامجه الانتخابي الذي ربح بفضله ثقته”.
و اعرب عن قناعته بأن “علاقات التعاون المتعدد الاشكال القائمة منذ سنوات عديدة بين البلدين الصديقين على مبادئ الثقة المتبادلة و الاحترام” ستزداد تطورا اكثر فاكثر خلال عهدة الرئيس تبون لتبلغ مستوى أعلى خدمة لمصلحة الشعبين الجزائري و الأوزبكي”.
و من جهتها بعثت رئيسة إثيوبيا سهلورق زودي تهانيها للرئيس تبون, معربة عن قناعتها بان انتخابه رئيسا للبلد “سيزيد في تعزيز علاقات الصداقة العريقة الموجودة بين البلدين”.
و قد اغتنمت هذه الفرصة للتعبير عن “تمنياتها الخالصة بموفور الصحة و السعادة و الرفاهية للشعب الجزائري الشقيق”.
و من جهتها قدمت منظمة اتحاد نقابات عمال افريقيا “تهانيها الحارة” للرئيس تبون, معربة له عن تمنياتها له “بالنجاح” في مهمته الجديدة.
و جاء في برقية المنظمة “ان انتخابكم دليل على قيمتكم كرجل دولة و تعبير عن العرفان بالجهود التي بذلتموها خلال مشواركم و الخدمات الكبيرة التي قدمتموها للوطن و للشعب الجزائري”.
و اعربت المنظمة عن يقينها بان يقوم رئيس الجمهورية “بمساندة العمال الأفارقة و الحركة النقابية الافريقية المستقلة و الاصيلة من خلال منظمة اتحاد نقابات عمال افريقيا التي تمثل المركزيات النقابية الوطنية للعمال في جميع البلدان الافريقية”.