أثبت نوفاك ديوكوفيتش مرة أخرى أنه حجر عثرة أمام روجر فيدرر بعدما صد كل محاولات اللاعب السويسري ليحرز لقبه الخامس في ويمبلدون للتنس في أطول نهائي لمنافسات الفردي على الإطلاق في 133 نسخة من البطولة يوم الأحد.
وصمد اللاعب البالغ عمره 32 عاما لحوالي خمس ساعات أمام براعة فيدرر واستخرج من مخزونه النفسي والبدني لينتصر بنتيجة 7-6 و1-6 و7-6 و4-6 و13-12 في أول نهائي بمنافسات الفردي في ويمبلدون يتم حسمه بعد اللجوء إلى شوط فاصل.
وعند امتلاكه الإرسال وهو متقدم 8-7 في المجموعة الخامسة المنهكة بدا فيدرر، قبل ثلاثة أسابيع من بلوغه 38 عاما، في طريقه ليكون أكبر لاعب يفوز بلقب الفردي في إحدى البطولات الأربع الكبرى في عصر الاحتراف والثأر لنفسه من هزيمتين متتاليتين أمام ديوكوفيتش في نهائي ويمبلدون في 2014 و2015.
لكنها كانت مجرد أحلام إذ تعافى حامل اللقب ديوكوفيتش، الذي بالتأكيد شعر أنه كان يلعب ضد أغلب الجماهير التي بلغت 15 ألفا بالإضافة إلى وجود فيدرر الحاصل على 20 لقبا في البطولات الأربع الكبرى في الناحية الأخرى من الملعب، من فرصتين لحسم المباراة قبل أن يحرز لقبه 16 في البطولات الكبرى.
وأصبح ديوكوفيتش، الذي يتفوق 26-22 في مواجهاته ضد فيدرر، أول لاعب منذ بوب فالكنبرج في 1948 يفوز بمنافسات الفردي في ويمبلدون بعد إنقاذ فرصة حصد اللقب في النهائي ووصفه انتصاره بأنه ”الأصعب نفسيا“ في مباراة شارك فيها على الإطلاق.
وهذه مقولة مهمة بالنسبة لأحد المحاربين البارزين في التنس.
ولم يستطع أي لاعب حسم الأمور مبكرا في مجموعة أخيرة منهكة وأصبح أطول نهائي في تاريخ الفردي في ويمبلدون عند تطبيق لوائح نادي عموم إنجلترا الجديدة باللجوء لأول مرة إلى الشوط الفاصل عند التعادل 12-12.
وصمد اللاعبان لكن وكما فعل في الشوطين الفاصلين السابقين أظهر ديوكوفيتش المصنف الأول في البطولة قوة أعصابه.
وتقدم ديوكوفيتش 6-3 في الشوط الفاصل وبعد إعادة النقطة الأخيرة عقب تحدي قرار الحكم احتفل بلقبه 16 في البطولات الأربع الكبرى عندما أطاح فيدرر بكرة خارج الملعب بعد أربع ساعات و57 دقيقة من إثارة لا تنسى.
وكانت الهزيمة مؤلمة لفيدرر الذي سدد 94 ضربة ناجحة مقابل 54 لديوكوفيتش لكنه لم يستغل الفرص المتاحة فبالإضافة إلى فرصتين للفوز بالمباراة حصل على فرصة حسم المجموعة الثالثة.
ويتقاسم ديوكوفيتش، البالغ عمره 32 عاما، المركز الرابع مع بيورن بورج في قائمة الأكثر فوزا بلقب ويمبلدون ومتأخرا بأربعة ألقاب عن فيدرر وبلقبين عن رفائيل نادال.
وأجاب اللاعب الصربي عند سؤاله كيف انتزع الفوز ”تظل تذكر نفسك أنك هنا لسبب محدد وأنك أفضل من منافسك.
”أنا ارتجف وأشعر بسعادة لا توصف بوجودي هنا كفائز. كنت على بعد ضربة واحدة من خسارة اللقب. هذه المباراة شهدت كل شيء. كان يمكن أن تذهب في طريقه بسهولة“.
وأضاف ”أعتقد أنها كانت أكثر المباريات النهائية التي لعبتها إثارة“.
وحافظ فيدرر على إرساله سبع مرات في المجموعة الأخيرة لكنه كسر إرسال منافسه ليتقدم 8-7 وامتلك شوط الإرسال لحسم اللقب.
وبعد تقدمه 40-15 بدا الفوز بين يده لكن ديوكوفيتش لم يستسلم.
وكلفت ضربة أمامية خاطئة من فيدرر فرصته الأولى لحسم اللقب ثم شاهد ضربة أمامية مذهلة من ديوكوفيتش تمر أمامه مع تقدمه عند الشباك.
وحافظ كل لاعب على إرساله ليتعادل العملاقان 12-12 ويتم اللجوء للوائح الجديدة التي استحدثت في العام الماضي.ديوكوفيتش خلال مباراته امام فيدرر بنهائي بطولة ويمبلدون للتنس يوم الاحد. تصوير: توبي ميلفيل – رويترز.
وتقدم ديوكوفيتش وفقد فيدرر سحره ليتعرض لواحدة من أكثر الهزائم المؤلمة.
وقال فيدرر ”كانت مباراة مذهلة. كانت طويلة وشهدت كل شيء. أهنئ نوفاك. كانت مواجهة جنونية“.
وكان فيدرر الأكثر خطورة في المجموعة الأولى لكنه دفع ثمن فشله في الاستفادة من الفرصة الوحيدة لكسر الإرسال في الشوط الرابع عندما أهدر ضربة أمامية سهلة.
وتقدم 5-3 في الشوط الفاصل لكنه خسر أربع نقاط متتالية ليحسم ديوكوفيتش المجموعة.
وبعد إثارة المجموعة الأولى بدا ديوكوفيتش مستسلما في المجموعة الثانية وسجل 12 نقطة فقط.
واستعاد اللاعب الصربي تركيزه لكن مع فوز فيدرر في 80 في المئة من نقاط إرساله الأول بدا أن ديوكوفيتش يصمد بصعوبة.
وحصل فيدرر على فرصة الفوز بالمجموعة عندما كان الإرسال لدى ديوكوفيتش وهو متأخر 5-4 لكنه فشل مرة أخرى وعوقب على ذلك.
وتقدم ديوكوفيتش 5-1 في الشوط الفاصل ورغم تقليص فيدرر الفارق إلى 5-4 استغل المصنف الأول عالميا أخطاء منافسه ليتقدم 2-1 في المجموعات.
وخسر فيدرر إرساله أخيرا لأول مرة بعد نحو ثلاث ساعات لكن لم يتسبب في مشكلة لأنه كان في طريقه لحسم المجموعة الرابعة.