ستحتفل بلادنا، في 5 جويلية القادم، بعيد استرجاع سيادتنا الوطنية بعد مقاومة طويلة ومتعددة الأشكال، خاضها شعبنا، عبر كل التراب الوطني. فكانت مقاومات عدة، خاتمتها ثورة نوفمبر المجيدة.
وخاض الاستعمار حربا شاملة، أباد فيها العباد واستغلّ البلاد، بل وعمل جاهداً لتخريب كل مقومات شعبنا الوطنية، الحضارية والروحية.
فباتت مقاومة الشعب الجزائري شاملة، مجسّدة في دفاع دائم عن الارض والعرض
بقلم محند بري
وبعدما فشل الاستعمار
الاستيطاني في مشروع ابادتنا كشعب، مستعملا، طيلة النصف الاول للقرن التاسع عشر،
كل وسائل القتل، التجويع والتشريد الجماعي، وظّف أحدث العلوم والتقنيات لتأجيج كل
النعرات بهدف تحطيم المقاومات والانتفاضات الشعبية.
ورغم كل تضحيات شعبنا، التي
لا نعرف عنها، الى يومنا هذا، الا القليل، كل انتفاضات القرن التاسع عشر فشلت في
قهر الاستعمار بتحرير أرضنا المغتصبة. والسبب الرئيسي يمكث أساساً، في أن طلائع
الشعب الجزائري كانت مبعثرة، قليلة العدّة والعدد، وخاصة بدون قيادة وطنية مركزية.
في حين كانت الامبراطورية الاستعمارية واحدة، موحدة، مجهزة.
اننسى ان جيش الاستعمار
هو جيش الحروب النابوليونية؟
هكذا قرّرت
طلائع جيش وجبهة التحرير تفجير ثورة نوفمبر، في كل ربوع الوطن، في ليلة واحدة
وكلمة السّر كانت أسماء الصحابة الأطهار: عقبة وخالد.
وبهذا القرار وحده، فقد ربح الشعب الجزائري المنازلة
التاريخية ضد الاستعمار، مقتنعا كل الاقتناع ان وحدة ابناء الجزائر في الجهاد
قدرها النصر، لا محالة.
ورغم كل الصعاب، فإن قيادات جيش وجبهة التحرير قد حافظت،
طيلة كل سنوات الثورة، عن هذا السلوك في وحدة الشعب والتراب والصف لمواجهة العدو.
وهذا السلوك كان له اسم: النظام.
باسم الله اوّلا، ثم النظام ثانيا، أشرقت شمس الحق وخرجنا من جحيم الاستعمار. هكذا، رغم شدة الضغوطات وتعدد الحيل، قيادات الثورة قاومت، بهذا النظام بالذات، اطماع الاستعمار في تجزئة شعبنا، ورفضت رفضا جازماً التنازل عن جنوبنا كبير
نحتفل، هذا
العام، بعيد الاستقلال والجزائر الغالية تعيش ثورة شعبية عارمة، هدفها مقاومة كل
مخلفات الاستعمار من فساد، تبعية واحتقار الذّات الوطنية والحضارية.
وإذ أخذت، ثورتنا هذه، درب كل الشعوب الحرّة، خاصة
العربية والاسلامية، فإن قوى الشر والعدوان باتت تستعمل كل الوسائل والطرق
لإجهاضها.
هذه القوى تعرف جيدا ان جزائر حرة ومستقلة هي جزائر قوية
مهابة. وجزائر قوية مهابة هي امة قوية مهابة. وهذا ما ترفضه كليا قوى الشر والعدوان.
هكذا نفهم
تحركاتها الخبيثة على طول حدودنا لمحاصرتنا.
هكذا نفهم تحركات عملائها داخل الوطن لزرع الفتن وكسر كل
مشاريع أحرار شعبنا. عملاء يستهدفون طليعة أحرار شعبنا في قيادة جيشنا الوطني
الشعبي، الذي احيا في وجدان الشعب، في مواجهته للفساد والخيانة، امجاد جيش التحرير.
في هذا اليوم من الأيام المباركة، نناشد كل احرار الجزائر، ومعهم كل احرار الامة، اي كانت مواقعهم، للوقوف مع الاوفياء لرسالة نوفمبر الخالدة، في مقدمتهم قيادات جيشنا الجزائري الصامد. في هذا اليوم المبارك، نناشد كل ابناء الجزائر الغالية للدفاع، في كل الاحوال وايّ كانت الصعوبات، عن وحدة الجزائر، شعبا، ترابا ومشروعا.
وأخيرا، نناشد كل قوى الخير في بلادنا، ايّ كانت مدارسها الفكرية وقناعاتها السياسية، للتحضير الشروط الضرورية للانتخابات الرئاسية في أقرب الآجال. كل تلاعب او تهاون، في اداء هذا الواجب، تعتبره اغلبية الشعب خيانة سيدفع ثمنها، اجلا او عاجلا، كل من شارك فيها
شرفك في قوتك ولا قوة بعد الله إلا بوحدة الجزائر.
حفظك الله ورعاك يا شعب الملاحم
المجد والخلود لشهدائنا الابرار
تحيا الجزائر
تحيا فلسطين
تحيا الأمة
م. ب.