رفض الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الجمعة الخضوع “للابتزاز” من جانب الاتحاد الأوروبي الذي كان هدد بفرض عقوبات جديدة على نظامه في حال لم تنجح المفاوضات بين الحكومة والمعارضة الفنزويلية.
وأعلن وفدا حكومة مادورو والمعارضة الفنزويلية الخميس أنهما أحرزا تقدّما في محادثاتهما في بربادوس بهدف حل الأزمة السياسية في فنزويلا. وبعد أربعة أيام من المناقشات في الجزيرة الواقعة في الكاريبي، أشار كلا الطرفين في بيانين منفصلين إلى أن المفاوضات تتواصل، من دون تحديد ما إذا كانت جلسة التفاوض الحالية قد انتهت.
وهدد الاتحاد الأوروبي الثلاثاء بتوسيع العقوبات على فنزويلا ما لم تتوصل المحادثات بين الحكومة والمعارضة إلى “نتائج ملموسة”، مطالبا نظام مادورو بوقف الانتهاكات التي تطاول حقوق الانسان.
حيث صرحت وزيرة خارجية الاتحاد فيديريكا موغيريني في بيان أنه “في حال لم يتم التوصل إلى نتائج ملموسة في المفاوضات الجارية، فإن الاتحاد الأوروبي سيوسع اجراءاته” العقابية.
وقال مادورو الجمعة في خطاب بثه التلفزيون الحكومي الفنزويلي “موغيريني أرادت ممارسة الابتزاز”. ووصف تصريحات موغيريني بأنها “شائنة وغير معقولة”.
وتابع مادورو “فنزويلا لن تقبل الضغط أو الابتزاز من أي شخص”، مشيرا الى ان بلاده “على استعداد لمقاومة أي ابتزاز ، سواء كان مصدره الاتحاد الأوروبي أو الولايات المتحدة”.
وبعد اتصالات تمهيدية ولقاء أول عقد في منتصف مايو في أوسلو، استؤنفت المحادثات بين الوفدين الفنزويليين في باربادوس في الثامن من تموز/يوليو.
وتؤكد المعارضة أن هدف المفاوضات هو التوصل إلى رحيل مادورو من السلطة وإجراء انتخابات جديدة. وهي تعتبر الولاية الجديدة التي بدأها الرئيس التشافي في يناير الماضي غير شرعية لأنها نجمت عن انتخابات رئاسية شهدت عمليات تزوير.
لكن مادورو يرفض بشكل قاطع الاستقالة. وهو يرى أن الانتخابات بين الفنزويليين يجب أن تفضي إلى “تعايش ديموقراطي” بين السلطة التي يقودها والمعارضة.
وهو يدعو إلى وضع حد لما يعتبره “نزعة المعارضة إلى الانقلاب” والخطط التي تملكها على حد قوله، الولايات المتحدة للاستيلاء على الاحتياطات النفطية لفنزويلية، وهي الأكبر في العالم.
وغرقت فنزويلا في يناير في أزمة سياسية كبرى بعد أن اتّهم غوايدو الرئيس مادورو باغتصاب السلطة إثر فوزه بولاية رئاسية جديدة في انتخابات اعتُبرت على نطاق واسع مزوّرة.
وتعاني فنزويلا من ركود اقتصادي وأزمة انسانية جعلت ربع سكانها البالغ عددهم 30 مليوناً بحاجة ماسّة إلى المساعدات، بحسب الامم المتّحدة.
وتقول الأمم المتحدة إنّ أكثر من 2,7 ملايين شخص غادروا البلاد منذ العام 2015.
المصدر كركاس أ.ف.ب