aerogare-alger

نقائص في التنظيم تشوه عملاتية المحطة الجوية الجديدة

عبر العديد من مستخدمي المحطة الجوية الجديدة بالجزائر العاصمة عن “انبهارهم” بجمال و اتساع مساحة هذه المنشأة مشيرين إلى “نقص” طفيف في التنظيم و الإعلام مما يتسبب في اضاعة الوقت.

و في هذا الصدد أوضح بعض مستخدمي ما يسمى حاليا “المحطة الجوية الغربية” لمطار الجزائر الدولي هواري بومدين و الذين اوصوا بتعزيز اللافتات و الاشارات التي تدل على الأماكن و الخدمات و كذا مكاتب الاستعلامات التي من المفترض أن تساعد المسافر على بلوغ غايته داخل هذا الصرح الجديد الذي يتربع على مساحة 200.000 متر مربع.

و ألحوا ايضا على ضرورة تعزيز تواجد العنصر البشري بحكم ان العديد منهم يجدون صعوبة في التعامل مع الخدمات الأوتوماتيكية.

و قال نصر الدين الذي كان متوجها إلى مونتريال “انه مختلف تمام عن المطار القديم من المدخل إلى موقف السيارات إلى الصعود على متن الطائرة. يجب توفير المزيد من الأعوان علاوة على وضع نظام اشارات مبسط و معمم لتوجيهنا جيدا”.

من جهتها صرحت نورة و هي مسافرة من أصل تونسي متوجهة إلى فرانكفورت ” لقد استغرقت وقتا طويلا لأستقل المصعد المؤدي إلى بهو الذهاب لأن أعوان النظافة كانوا يستخدمونه لنقل الأمتعة مما أدى إلى تشكل طابور طويل . كان الأمر متعبا…”.

و تابعت السيدة نورة التي قالت أنها تاهت “و لم يكن هناك أحد ليدلها على المخارج أو مكان الامتعة إلخ. ليس سهلا ايجاد كل هذه الأشياء لوحدك خاصة بالنسبة للأشخاص المسنين”.

و تنقلنا في ذات السياق إلى بهو الذهاب  حيث اشتكى العديد من المسافرين من “قلة” الخدمات و وسائل الراحة فحتى المقاعد العمومية منعدمة في هذا الفضاء مما يحتم على المسافرين و مرافقيهم “الوقوف” خلال التسجيلات التي من الممكن ان تدوم لساعات لا سيما عند تسجيل تأخر في الرحلات.

و انتقد عبد القادر الذي رافق ابنه المتوجه لقضاء عطلة بالخارج قائلا “لا يوجد أي مكان للجلوس. لم يؤخذ الأشخاص المسنون و المرضى و النساء الحوامل في الحسبان. أنظروا إلى المسافرين يجلسون على امتعتهم للراحة, انه أمر مخزي”. و يلجأ العديد من المسافرين إلى قاعة الشاي للجلوس رغم غلاء الأسعار.

و في هذا الشأن قال أكرم “على الأقل في المقهى يمكننا الجلوس و تعبئة بطارية الهاتف أو الحاسوب”.

و لاحظنا أيضا العديد من النقائص على مستوى موقف السيارات على غرار اللافتات الارشادية و نقص أعوان الأمن. هذه “الفوضى” تفرز العديد من التصرفات اللاحضارية من طرف بعض المستخدمين الذين يتوقفون اينما و كيفما يشاؤون.

واستنكرت نسيمة التي قدمت لتُقل والديها من المطار, نقص اللوحات المرورية بقولها “لقد عانيت من أجل الوصول إلى موقف السيارات بسبب غياب لوحات تشير إلى ذلك, وتلك الموجودة غالبا ما تغالط السائقين. فالناس هنا لا يعرفون إلى أي جهة يتجهون”. 

وحسب ذات المتحدثة, فقد احدث هذا الاختلال اختناقا عند مداخل المطار لاسيما خلال ساعات الذروة, مطالبة بتحسين اشارات المرور من أجل ربح الوقت.

كما أشار أحد سائقي سيارات التاكسي إلى ان أصحاب السيارات يدفعون ثمن ركن سياراتهم من خلال الصناديق الألية, وهو الامر الذي يخلق أيضا “اضطرابا” و”تشويشا” على حركة المرور بسبب نقص المعلومة الكافية. 

وأوضح بقوله “لم يقل لنا أحد أن الدفع يكون هنا (أمام الصناديق الألية). لأنني تركت تذكرتي في السيارة, مما اضطرني للعودة من أجل استرجاعها ودفع المبلغ والخروج من موقف السيارات عكس ما عهدناه في المحطة القديمة حيث كان لزاما علينا دفع التذكرة بشكل مباشر لدى العون الموجود بمخرج الموقف”.

وللإشارة, فقد تم وضع أعوان عند كل صندوق ألي خدمة لمستخدميها ومساعدتهم في عملية الدفع, في حالة أية صعوبة. 

غير أن غالبية المسافرين الذين التقيناهم قد أعربوا عن رضاهم حيال تصميم وهندسة هذه المحطة الجديدة.

وأشار مجيد, من جهته, بقوله “إنها محطة جميلة. لقد سافرت كثيرا في العالم وبوسعي التأكيد بدون تردد على أنها من أفضل المحطات العالمية”, في حين إن زوجته ترى أن هندسة المحطة “نظيفة جدا ومضاءة بتهوية رائعة”. 

وللتذكير, فقد تم تحويل قرابة 5ر4 مليون مسافر سنويا من مطار الجزائر الدولي الحالي نحو المطار الجديد.

وتعلق الأمر, آنذاك, بمسافري الخطوط الجوية الجزائرية  و شركة طاسيلي للطيران وشركات الطيران الأوروبية والأمريكية في حين بقت شركات الطيران العربية والتركية في المحطة الأولى.  

و يتوفر المطار الجديد الذي يتربع على مساحة 200.000 متر مربع على 120 بنك تسجيل و 12 بساطا للأمتعة و 54 مصعدا ميكانيكيا و 37 درجا ميكانيكيا و 9 بساطات متحركة و21 معبرا.

كما يتضمن 42 مركزا لتوقف الطائرات و محطتين للطائرات من الحجم الكبير A380 و 16 مولدا كهربائيا التي تعمل بشكل اوتوماتيكي في حالة انقطاع الكهرباء و كذلك عشرات المحلات التجارية والخدماتية, فضلا عن موقف سيارات يتسع ل4200 مكان.

هذا ودخل حيز الخدمة فندق أربع نجوم بجوار المحطة الغربية, يتوفر على 400 غرفة.

المصدر الجزائر و.أ.ج