لوّحت الولايات المتحدة مجدداً بعمل عسكري في فنزويلا، بعد إعلان الرئيس نيكولاس مادورو إحباط “انقلاب” اتهم أنصاراً لزعيم المعارضة خوان غوايدو بتنفيذه.
وقال بومبيو: “كان موقف الرئيس (الأميركي دونالد ترامب) واضحاً وثابتاً. العمل العسكري ممكن. إذا كان ذلك ضرورياً، ستنفذه الولايات المتحدة”. واستدرك أن واشنطن تفضّل انتقالاً سلمياً للسلطة في فنزويلا.
وكان الوزير الأميركي ذكر أن موسكو أثنت مادورو عن مغادر كراكاس متجهاً إلى هافانا للإقامة فيها منفياً. وقال في إشارة الى الرئيس الفنزويلي: “كانت طائرته على المدرج وكان جاهزاً للمغادرة وفق ما علمنا، لكن الروس أشاروا عليه بضرورة البقاء”.
أما مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون فنبّه الى أن “الروس يودّون السيطرة على بلد في هذا الجزء من العالم”، وزاد: “الأمر لا يتعلّق بالأيدولوجيا، بل إنها سياسة السلطة القديمة. وهذا سبب وجود عقيدة مونرو التي نحاول التخلّص منها في هذه الإدارة، ولذلك أشار الرئيس إلى أن على الكوبيين التفكير طويلاً بما هو دورهم”.
وعقيدة مونرو هي سياسة أميركية من القرن التاسع عشر، تعارض تدخل القوى الأوروبية في الجزء الغربي من الكرة الأرضية، وفُعِل لاحقاً لتبرير تدخل الولايات المتحدة في أميركا اللاتينية.
وحضّ بولتون أبرز قياديّي النظام الفنزويلي، وبينهم وزير الدفاع فلاديمير بادرينيو، على الالتحاق بغوايدو. وكتب على “تويتر”: “دقت ساعتك. هذه فرصتك الأخيرة”.
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية أن الوزير بالوكالة باتريك شاناهان ألغى رحلة إلى أوروبا، نتيجة الأزمة في فنزويلا.
في المقابل، أدرجت الخارجية الروسية تصريحات بومبيو في إطار “حرب إعلامية”. ورأت أن “المعارضة المتطرفة في فنزويلا لجأت مرة أخرى الى مواجهة عبر القوة”، متهمة معارضي مادورو بـ “تأجيج” النزاع. وشددت على “أهمية تجنّب الفوضى التي يمكن ان تفضي الى حمام دم”.
ونفى مادورو تصريحات بومبيو، واعتبرها “مزحة”. وأعلن “إفشال” انتفاضة عسكرية نفّذها عسكريون مؤيّدون لغوايدو. وأضاف في خطاب ألقاه من قصر الرئاسة في كراكاس، وأحاط به بادرينيو وقادة عسكريون، أن ما حصل “لن يبقى من دون عقاب. تحدّثتُ مع المدعي العام وعيّنت ثلاثة مدعين عامين. هم في صدد استجواب جميع الأشخاص الضالعين” في تلك المحاولة. وتابع أن “المدعين العامين سيطلقون ملاحقات جزائية حول جرائم خطرة ارتُكبت ضد الدستور ودولة القانون والحق في السلام”.
لكن غوايدو حضّ القوات المسلحة على “مواصلة التقدّم في عملية الحرية”، معتبراً أن مادورو لا يحظى بدعم الجيش. وأضاف في تسجيل مصوّر بُثّ عبر مواقع للتواصل الاجتماعي: “في 1 أيار (مايو)، سنواصل في كل فنزويلا، سنكون في الشارع”. وأكد أن التظاهرات ستكون “الأضخم في تاريخ فنزويلا”.
وبعد إعلان عسكريين ولاءهم لزعيم المعارضة، شهدت فنزويلا صدامات أوقعت قتيلاً وعشرات الجرحى.
وأعلن مسؤول في الرئاسة البرازيلية أن جنوداً فنزويليين طلبوا اللجوء إلى السفارة البرازيلية في كراكاس، فيما لجأ القيادي المعارض ليوبولدو لوبيز الذي حرره عسكريون الثلثاء من إقامة جبرية أُخضِع لها، إلى سفارة تشيلي في كراكاس، مع زوجته وأولاده الثلاثة.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش “جميع الاطراف الى تجنّب اللجوء الى العنف” في فنزويلا، فيما شددت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني على أن “المسار السياسي والسلمي والديموقراطي هو السبيل الوحيد للخروج من الأزمات” في البلد.
وحضّت بريطانيا وكندا مادورو على التنحّي، لكن الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل جدد له “دعمه الحازم”، فيما دان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان “محاولة الانقلاب في فنزويلا”.
وأعرب وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف عن “سعادته” بأن “الشعب الفنزويلي هزم الانقلاب”، فيما دانت وزارة الخارجية السورية “محاولة انقلاب فاشلة”.
المصدر كراكاس، واشنطن ء أ ف ب، رويترز.