بعد ثلاث سنوات من خوضه آخر مباراة على الملاعب الترابية، يعود النجم السويسري روجيه فيدرر للمشاركة في ما اعتبره مغامرة على “الأرض المحرمة” في دورة مدريد رابع دورات الماسترز للالف نقطة في كرة المضرب، التي تنطلق الأحد، قبل ثلاثة أسابيع من بطولة رولان غارون، ثانية بطولات الغراند سلام الأربع الكبرى.
وخاض فيدرر (37 عاما) آخر مباراة على الملاعب الترابية في 12 أيار/مايو 2016 عندما سقط في ثمن نهائي دورة روما أمام النمسوي دومينيك تييم المصنف حاليا في المركز الخامس عالميا 6-7 (2-7) و4-6.
وبعد أسبوع من تلك الهزيمة، آثر صاحب الرقم القياسي في عدد الألقاب الكبيرة (20 لقبا) الانسحاب من بطولة رولان غاروس التي تقام هذا العام من 26 أيار/مايو الى 9 حزيران/يونيو، بسبب آلام في ظهره.
وفي العامين التاليين، لم يشارك فيدرر بمحض إرادته في دورات الملاعب الترابية التي لا تعتبر من اختصاصه بما فيها البطولة الفرنسية، بهدف توفير جهوده للملاعب العشبية المفضلة لديه استعدادا لبطولة ويمبلدون الإنكليزية، ثالثة البطولات الكبرى.
وأثمرت هذه السياسية تتويجا على أعشاب ويمبلدون في 2017، وبعد استراحة لستة أشهر والتعافي من عملية في ركبته اليسرى، كان النجم السويسري أقل فاعلية في 2018 في لندن.
واعتمد فيدرر تغييرا في روزنامته لموسم 2019، فما إن خرج من ثمن نهائي بطولة استراليا المفتوحة في ملبورن، حتى أعلن للصحافة بشكل مفاجىء أنه سيخوض موسم الملاعب الترابية.
وبرر المصنف أول في العالم سابقا والرابع حاليا ذلك بقوله “أنا في مرحلة أعتقد فيها بأن علي أن أمتع نفسي. ولذلك قررت عدم التوقف مرة أخرى لأن ليس لدي الإحساس بأن ذلك ضروري”.
وشدد بعد مضي شهرين على ذلك الإعلان وتحديدا بعد تتويجه في دورة ميامي الأميركية باللقب 101 في مسيرته، “أنا سعيد جدا بهذا التحدي. إذا لم تكن لدي الرغبة، فلن أذهب”.
هل يمكن قراءة بوادر جولة وداعية في هذا التصريح؟ بالتأكيد “لا” حسب قوله من دبي حيث جزم “هذا لا يعني أنه موسمي الأخير على الملاعب الترابية أو أن علي أن العب لآخر مرة قبل الاعتزال. أنا لا أفكر بهذه الطريقة على الإطلاق”
وأوضح فيدرر “القرار يرتكز بشكل صريح لا لبس فيه على أن لدي الرغبة باللعب على الأرضيات الترابية. أشعر بأن جسمي قوي مجددا بما يكفي من أجل تغيير نوعية الملاعب. السنوات السابقة كانت مختلفة، كنت أشعر بأنه من الأفضل أن اتفرغ للعب على الأرضيات السريعة”.
وتابع “اليوم جسدي جاهز، وأنا جاهز أيضا، وعلى صعيد البرنامج فهو ملائم بالنسبة الى عائلتي وفريق عملي. فضلت أن أبقى بنفس المستوى وأن أستمتع باللعب على الملاعب الترابية، على أن آخذ استراحة طويلة”.
ويبقى السؤال: ماذا يتوقع فيدرر من العودة الى الملاعب الترابية قبل ثلاثة أشهر من بلوغه سن الثامنة والثلاثين، وبعد 10 أعوام من احرازه اللقب الوحيد في رولان غاروس؟.
ومنذ خروجه من ربع نهائي دورة مونتي كارلو، ثالثة دورات الماسترز، لا يجد الصربي نوفاك ديوكوفيتش المصنف أول في العالم “مشكلة كبيرة وخاصة بالنسبة إليه على الملاعب الترابية”
ويبدو “الأستاذ” السويسري أكثر حذرا من الصربي. وصرح أواخر آذار/مارس ضاحكا “سأخوض موسم الملاعب الترابية وأنا واثق جدا. لا أتذكر حتى كيف ننزلق…”.
ذلك لأن فيدرر يقتصر، منذ ثلاث سنوات، مشاركته على الملاعب الترابية الى أدنى حد. وقال “لم ألعب على أي نقطة على الملاعب الترابية العام الماضي. العام الذي سبقه، لعبت لفترة يومين فقط. في 2016، شاركت في دورتي موناكو وروما، لكني لم أكن أشعر بأني في حال جيدة. لهذا السبب، لا أعرف حتى ماذا ينتظرني؟”.
وأضاف “على صعيد الثقة بالنفس، هذه +أرض محرمة+، وعلي أن أعيد بناءها (الثقة) بالكامل. إني أنطلق من نقطة الصفر”.
عمليا، تعود خطواته الأولى على الملاعب الترابية الى منتصف نيسان/ابريل قبل ثلاثة أسابيع من الآن. وقد وثق ذلك بصورة له وهو يبتسم، تلاها مقطع فيديو على شبكات التواصل الاجتماعي.
وقال بيار باغانيني، المعد البدني منذ زمن طويل لفيدرر، مؤخرا في مقابلة مع يومية “بليك” السويسرية “وصل الى التدريب كطفل فاقد للصبر قبل أول رحلة مدرسية. هذا ضرب من الجنون”.
ودورة مدريد التي أحرز لقبها عامي 2009 و2012، هي المحطة الوحيدة التي أعلن عنها فيدرر قبل مشاركته في رولان غاروس، ولن يفوته أن يستخلص منها الدروس والعبر حيث سيبدأ مشواره ضد الفرنسي ريشار غاسكيه الغائب عن الملاعب منذ نهاية تشرين الأول/أكتوبر، وقد يواجه في طريقه نظريا الفرنسي الآخر غايل مونفيس، تييم، ديوكوفيتش أو حتى الإسباني رافايل نادال.
المصدر مدريد أ ف ب.