التطورات الاخيرة، التي افرزتها الساحة السياسية الوطنية، تؤكد الضرورة الملحة لتنظيم،اي انتخاب، في اقرب الآجال، لمؤتمر وطني تأسيس.
هذا ما طالبنا به، في 13 مارس الفارط، مرافقا موقفنا هذا بالرسالة التي وجهها، للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، المرحوم عبد الحميد مهري، في 16 فيفري 2011 م، اي في أوج الثورات التي هزت بعض العواصم من امتنا العربية.
بقلم محند بري
لماذا تنظيم مؤتمر وطني تأسيسي؟
اولا: لان تفعيل المادة 102، رغم كل منافعها، حيث سمحت باستقالة الرئيس بوتفليقة و كل ما ترتبت عنها من تحييد جزء لا بأس به من حاشية الرئيس، تعتبره كثير من الاصوات من الحراك الشعبي كحيلة لرسكلة رموز النظام السابق، منها الباءات الثلاث، اي بن صالح، بدوي و بلعيز؛
ثانيا: كما هو واضح لكل من لا يرفض رؤية الامور كما هي، بعض القوى السياسية، التي حذرنا، منذ بداية شهر فيفري، من نفاقها و ارتباطاتها المشبوهة، تريد استغلال الحراك الرافض لبقاء النظام لفرض اجندتها على الأغلبية الشعبية…
هذه القوى،التي تشكل الا أقلية من الشعب،نظمت نفسها في اطار ما سمي ب ” التنسيقية الوطنية للتغيير”…
بعض رموز هذه التنسيقية: بوشاشي( عضو قيادي في ffs) , محسن بلعباس ( رئيس rcd) , كريم طابو ( عضو قيادي لل ffs سابقا ) ، مراد دهينة (عضو قيادي، مع زيطوط، في حركة رشاد)، كمال قمازي ( عضو قيادي في Fis المنحل) …
هدف هذا التحالف؟
استبدال رموز “النظام السابق” بشخصيات قريبة من هذه التنسيقية…
كيف بالضبط؟
بفرض مرحلة انتقالية تحت السيطرة الايديولوجية و السياسية اللوبي الذي يحرك هذه التنسيقية …
بعبارة اخرى، تحت سيطرة اللوبي الفرنكو القبائلي البربرستي الذي يهيمن على كثير من القطاعات من الحياة الوطنية، منها الادارة، المال و الاعلام …
هذا هو اللوبي الذي اقترح على الرئيس ليامين زروال رئاسة مرحلة انتقالية …
كما هو واضح الان، لدى الراي العام الوطني، و هذا بفضل اخلاص و رجولة الرئيس ليامين زروال، تاكد ما كنا نحذر منه، اي الثنائي سعيد بوتفليقة/ محمد مدين، المدعو توفيق، اي قلب النظام السابق، هو الذي كان وراء مشروع المرحلة الانتقالية سالف الذكر…
ماذا يعني كل هذا؟
معناه اللوبي الفرنكو البربرستي يريد استغلال عفوية الحراك الشعبي للضغط على قيادة الجيش الحالية، لكي يفرض عليها مصالحه الضيقة و ارتباطاته الخارجية المشبوهة…
هل تحالف توفيق- سعيد بوتفليقة يستحق صفة الخروج من النظام السابق لحجة رفضه الضمني ل”لنظام الباءات الثلاث”؟
بالطبع لا …
هذا التحالف وكثير من القوى السياسية التي تسير في فلكه، منها التنسيقية، لهم هدف واحد: أعادة ترتيب النظام الفاسد المفسد…
اذا اتفقنا على ضرورة رحيل رموز النظام السابق،كل هذه الرموز، منها، بالطبع، سعيد بوتفليقة، هذا لا يعني بتاتا القبول باللوبيات و جماعات المصالح، التي تحاول، حتى الآن، و هي الا اقلية من الشعب ، فرض، بكل الوسائل، منها الاعلام و علاقاتها المشبوهة مع أسيادها الاجانب، مشاريعها السياسية على الاغلبية….
في هذا الاطار، نرى ان من الحكمة ان نتجه، في اقرب الاجال، نحو تنظيم مؤتمر وطني تأسيسي، تحت رعاية الجيش الوطني الشعبي، كما قلناه في 13 مارس الفارط…
هكذا نجسد، على ارض الواقع، مواد 7 و 8 من الدستور، التي تعني تحقيق السيادة الشعبية …
هكذا نحقق مطالب الشعب في الحرية، العدالة، السلم المدني و الاستقلال الوطني…
هكذا نضمن لكل ابناء الجزائر، باختلاف مشاربهم الفكرية ، انتماءاتهم السياسية، الثقافية و الجغرافية، العيش الحر و الكريم في دولة قوية محترمة …
نناشد كل احرار الوطن، منهم، اساسا، قيادات جيشنا الوطني الشعبي، لتوفير كل الشروط لتحقيق هذا المشروع التاريخي الذي هو، في حقيقة الامر، الا أحياء و تعميق خيارات ثورة نوفمبر …
الحمد لله الذي رزقنا
بالاسلام دينا
بالجزائر وطنا
و بنوفمبر، ثورة الاحرار، عهدا و منارة
المجد و الخلود لشهداءنا الأبرار
تحيا الجزائر