indi-usa

الهند تشترط تنازلات أميركية لإبرام صفقات جديدة في منظمة التجارة العالمية

قال وزير التجارة الهندي بيوش غويال، إن بلاده لن تضع اللمسات النهائية على اتفاقيات جديدة في المؤتمر الوزاري لمنظمة التجارة العالمية ما لم توقف الولايات المتحدة عرقلة التوصل إلى اتفاق حيال آلية تسوية النزاعات.
وفي حديث على هامش المؤتمر الوزاري الثالث عشر لمنظمة التجارة العالمية في أبوظبي، لم يذكر غويال الولايات المتحدة بالاسم، لكن واشنطن أوقفت آلية تسوية النزاعات التجارية في المنظمة عام 2019 بعد سنوات من عرقلة تعيين قضاة جدد في محكمة الاستئناف التابعة للمنظمة.
وقال غويال لوكالة فرانس برس، “أعتقد أن عمل منظمة التجارة العالمية برمّته قد وصل إلى طريق شبه مسدود”.
وأضاف أنه “من المهم أن تكون القضية الأولى التي يتعيّن علينا تسويتها، هي أن تكون هناك هيئة استئناف، وبعض الدول لا تسمح بحدوث ذلك”، في إشارة ضمنية إلى الولايات المتحدة.
واعتبر غويال أن عدم إحراز تقدم في نظام تسوية النزاعات قد يعرّض للخطر الاتفاقيات الجديدة التي تتطلب توافقاً كاملاً بين الدول الـ164 الأعضاء في المنظمة، وفقاً لقواعدها الداخلية.
وأردف الوزير الهندي “أعتقد أنه من المهم أولاً معالجة القضايا المتعلقة بالماضي والتي كانت قيد النظر لسنوات عدة، ومن بينها هيئة الاستئناف التي لها أهمية قصوى”.
وتابع “بعد ذلك فقط يمكننا أن ننظر إلى قضايا أخرى جديدة في المستقبل”.
واتهمت واشنطن هيئة الاستئناف بالمبالغة في تفسير قواعد منظمة التجارة العالمية، مشددة على أن قرارات القضاة يجب ألا تتعارض مع الأمن القومي للدول.
ونفت الممثلة التجارية الأميركية كاثرين تاي في وقت لاحق اتهامات الهند، معتبرة أن هناك حاجة إلى مزيد من العمل لإصلاح نظام تسوية النزاعات.
وأشارت تاي إلى أن إصلاح نظام تسوية النزاعات يعدّ “قضية صعبة”، لكن الديناميكية في غرفة المفاوضات في المؤتمر “بنّاءة وإيجابية ورصينة”.
وأضافت، بعد جلسة عمل حيال هذه القضية “لكن هناك المزيد من العمل الذي يتعين القيام به”.
وأوضحت تاي أن “التقارب يحدث” في مختلف مجالات إصلاح تسوية النزاعات. لكن “هناك مجموعة أخرى من القضايا التي ستكون أكثر صعوبة وستستغرق معالجتها وقتاً أطول، بما في ذلك ما يجب فعله بآلية الاستئناف وكيفية وجود آلية للمراجعة لا تكرر مشاكل الاستئناف”.
وخلال المؤتمر الوزاري الأخير لمنظمة التجارة العالمية في العام 2022، التزمت الدول الأعضاء بإجراء مناقشات حيال نظام تسوية النزاعات “بهدف الحصول على نظام يعمل بكامل طاقته بحلول العام 2024”.
ولكن لم يسجّل أي تقدم يذكر، ما تسبب في بعض الإحباط بين الدول التي تتطلع إلى إحراز تقدم قبل إعادة انتخاب محتملة لدونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة في نوفمبر المقبل.
وعند سؤاله عمّا إذا كان ينبغي حلّ المشكلة قبل مؤتمر أبوظبي، قال غويال إنه “كان ينبغي حلّها، لأنه ما لم يتم إصلاح ذلك، فإن كل قرار آخر هو مجرد قرار على الورق، ولا يمكن تنفيذه”.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *