” اذا ذُلّت العرب ذلّ الاسلام”
العلاّمة عبد الرحمن الكواكبي رحمه الله.
تقول، في هذا الفيديو، زعيمة ” حزب العمال”، السيّدة لويزة حنّون، أن” الجزائر لا تنتمي لي ما يسمى بالامة العربية” و ان ” الشعب الجزائري انتزع الامازيغية”…
بقلم محند بري
لماذا ؟
لأن، في رايها،” الشعب الجزائري امازيغي عرّبه الاسلام”
سؤال بسيط نطرحه عليها: لماذا لم يعرّب، بالإسلام، كثير من الشعوب الأسيوية و الأفريقية؟
أليس هذا دليل قاطع عن انتماء الشعب الجزائري، النوميدي(*) ء الفنيقي قبل الإسلام، إلى مجموعة ثقافية حضارية كبيرة، تمتدّ من واد الرّافدين ( العراق) الى المحيط الاطلنطي، مرورًا ببلاد كنعان و مصر؟
هذه المجموعة سامية، اي عربية، كما هو معروف لدى كل العلماء.
حتى اختصاصي في اللّسانيات مثل سالم شاكر، و هو بربرستي معروف، يعترِف بهذا في كل مؤلّفاته.
لويزة حنون تقول أن” الجزائر ليست عربية ” و لكن بلاد القلوا
( Le pays des Gaulois) , أعني فرنسا، لاتينية، اذا اعتبرنا ، بالطبع ، ان جيوش جوليوس سيزار في نفس المستوى مع جيوش الفاتحين و الرومان الإمبريالييين في المستوى العرب المسلمين الرساليين او، كما يسميهم الفيلسوف و اكبر مؤرخ العلوم هذا العصر ، الكسندر كويري،
( Alexandre Koyre), مربيي الامم
( les éducateurs des nations )
تقول لويزة حنون ان الجزائر ليست عربية؟
هل تجهل أو تتجاهل كل ما تنصّ عليه، في هذا الامر بالذات، كل وثائق الحركة الوطنية، بإختلاف مراحلها و أحزابها، خاصة حزب الشعب الجزائري (*) و حركة العلماء؟ هل طالعت زعيمة ” حزب العمال” بيان فاتح نوفمبر، حيث تستطيع ٱن تجد، مثلا، هذه الجملة ” وحدة شمال افريفيا في إطارها الطبيعي العربيء الاسلامي”؟
اخيرا، هل تعتبر هذه السيدة ان ترسيم لغة “أزّول” المصطنعة، في دستور 2016، مكسب إنتزعه الشعب، وكلنا نعرف أن هذا الدستور صادق عليه ،أنذاك ،البرلمان وحده دون التصويت المباشر للشعب ؟
و من جهة أخرى، بات هذا مطلب مرفوض جهرا من طرف التيّارات البربرستيّة المتطرِّفة. أعني خاصّة الماك المُتصهْينة، التيّ تُطالب بإنفصال منطقة القبائل، معناه الإهتمام بالقبائلية فقط، أو مثلما يدعي بعض البربرستيين، و هم في فلك أر سي دي، بالعمل بلغة مرتبطة بالعصر، أي اللغة الفرنسية في تصورهم…
اين، في كل هذا ، سيدتي، ترين ” كل الشعب الجزائري” ؟
هل اللوبي الفرنكوبربرستي، و حزبُكِ المجهري جزء منه، يُمثل الشعب الجزائري بتاريخه، جغرافيته و اماله؟
الجواب معروف حتى لدى الصبيان …
اذا ذُلّت العرب ذُلّ الإسلام …هكذا كان يقول أحد علماء الاسلام.
و لكن هل للجزائر معنى لوجودها بدون العروبة و الإسلام؟
الجزائري الحرّ الأصيل يعرِف الجواب.
((*) نوميديا مشتقة من كلمة يونانية، nomades, Nomados بالفرنسية، اي الرحلة بالعربية…هذا النمط الحياة سهل التقارب الثقافي و الحضاري بين النوميديين وعرب الجزبرة…
(**) نشيد حزب الشعب ( 1936 ) تردده حناجر شبابنا المخلص الغالي …